يستعد المقهى الثقافي (روديو) بالدار البيضاء بداية شهر فبراير المقبل، لأنشطة فنية وثقافية خصبة، تهم توقيع إصدارات جديدة، وتنظيم أمسيات موسيقية، فضلا عن معارض للفنون التشكيلية، وذلك لتقريب الإبداع للجمهور ورواد الفضاء بشكل عام.
ومن ابرز الأنشطة الفنية التي كرسها الفضاء الادبي الموجود أمام محطة القطار الوازيس، ترسيخ ثقافة الإبداع لدى المتلقي، وإحياء أمسيات لفن الجاز، وذلك بمشاركة امهر الموسيقيين وفناني هذا اللون الفني الجميل، سواء من الدار البيضاء أو من خارجها، بهدف تقريب موسيقى الجاز إلى الجمهور العادي ولكل جمهور الشارع حتى لا يبقى فنا نخبويا مقتصرا على فئة معينة من الناس، وهذا من رهانات الفضاء، وهو تقريب كل أشكال الفن إلى الجمهور البسيط وجعله في متناوله يستمع به كيفما يشاء.
وبهذا يصير الفضاء، الذي يعد معرضا ساحرا دائما بلوحاته التشكيلية الجميلة، وألوانه البيضاء الموحية على شاعرية قل نظيرها، محطة عبور للمسافرين والمثقفين والفنانين والمبدعين والحالمين وعموم الناس، بطريقة تلقائية وغير اختيارية، فضاء يحتضن العديد من الفرق ومجموعات فن الجاز، وغيره، والتي تقدم منتوجها الإبداعي الحالم ضمن فضاء عرض جميل وفرجوي ممتع، ومنصة مفتوحة لاحتضان مختلف أنواع الموسيقى والفنون التي تزخر بها بلادنا، مع الانفتاح على باقي التجارب الفنية والثقافية والإبداعية العالمية والدولية، حتى يبقى هذا الفضاء قاعدة أساسية للفن الحقيقي والرفيع لاحتضان المجموعات واكتشاف المواهب والطاقات الواعدة.
وعلى صعيد متصل ومن أجل ترسيخ قيم العادات والتقاليد المغربية وحسن الضيافة، يعمل الفضاء الذي يضم أيضا سناك وبتزيريا، على أهمية تأكيد الثقافة المبطخية كعنصر فاعل، ضمن روح الثقافة والضيافة المغربية الأصيلة، وذلك من خلال تقديم وجبات وساندويتشات وبيتزا تتوفر فيهما عناصر الصحة، وذلك تحت إشراف طاقم متخصص يقوده الشاف عزيز والذي قدم تجربته المهنية في كثير من المناسبات، وخاصة على القناة الثانية، وجبات تتوفر فيها عناصر الطراوة والجودة والآنية، ونكهة محلية وهوياتية منفتحة على باقي الثقافات والعادات الإفريقية والعربية والأوربية والأميركية، والعالمية، وهي أطياف دافئة كثيرة ما تناولها مبدعون وكتاب في كتاباتهم المتنوعة هنا وهناك.
وفي هذا السياق وضمن التجانس الذي يجمع بين الثقافي والفني والحضاري وعادات وثقافات الشعوب في التفكير والكتابة والمأكل والمشرب والسفر والحلم، (روديو) نوعا من التحدي الجديد لإعداد سندويتش سريع يكون هو الأكبر والألذ والأحسن والأطرى والأرخص، وذلك بهدف خلق نوع من الدينامية الأريحية التي توازي بين فضاء المقهى الثقافي، الذي يشكل محطة للتفكير والمتعة والقراءة، والكتابة والتأمل، والاستمتاع بما تجود به أنامل المبدعين من ناحية وأنامل صناع الثقافة المطبخية الراقية من ناحية أخرى.
وبالمناسبة وفي إطار هذا التكامل اللذيذ والمنعش للفضاء، الذي يعد معرضا مفتوحا للفنون التشكيلية لإقامة معرض تشكيلي جديد، ستوقعه الفنانة التشكيلية شمس صهباني، خلال الشهر المقبل، فضلا عن أنشطة أخرى خاصة باليوم العالمي للشعر.